السردين المعلب المغربي يصل إلى 70 دولة ودول كبيرة تتنافس لإستراده من المغرب
نوع من الأسماك مطلوب في جميع أنحاء العالم ويُصَدر إلى أكثر من سبعون دولة وتجني المغرب منه مليارات الدولارات ويُوظِّف أكثر من أربعمائة ألف مغربي ، ظاهرة طبيعية جعلت المملكة المغربية تتصدر العالم بأجود أنواع سمك السَّردين فما هو السردين المعلب و من اكتشف هذا الاختراع البسيط المُعقد؟ وكيف أصبح المغرب الأكثر تصديرا لهذا النوع من الأسماك هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال ..!
في السنوات الأولى من الحروب الفرنسية التي خضع نابوليون قدمت الحكومة الفرنسية جائزة قدرها 12 ألف فْرانك مقابل أن يأتي أحدهم بطريقة فعالة لحفظ كميات كبيرة من الطعام لمدة طويلة، فسمع بهذه الجائزة الطباخ الفرنسي والشهير نيكولاس بيرت والذي سيُعرف لاحقا بإسم الأب الروحي للتعليب بعد أن قدم في عام 1810 طريقة مبتكرة لحفظ الأسماك في أوانٍ زجاجية
ما سمح له بالفوز بالجائزة لكن العبوات الزجاجية كانت عائقا كبيرا خلال عمليات النقل، وكثيرا ما كانت تُحطَّمُ ليقوم المخترع والتاجر البريطاني دورَانْدْ بتسجيل براءة اختراع لحفظ الأطعمة بمُعلبات من الحديد. وبدأت تتطور عمليات تعليب الأسماك حتى أصبح هناك معامل كبيرة تنتشر في أنحاء العالم.
تَمُرُّ عملية تصنيعها بعدة مراحل ، في البداية يتم غسل الأسماك وإزالة رؤوسها وطهي الأسماك بالبخار، وبعد ذلك يتم تجفيفها، ثم تتم تعبئتها إما في زيت عباد الشمس أو زيت الزيتون أو مع زيت الخَردل وقد يُضاف إليها نَكَهات مختلفة.
تُعتَبَرُ الثروة السمكية في المغرب مصدرا رئيسيا للعُملات الأجنبية حيث تُمثِّل ثلاثة في المائة من إجمالي الصادرات للخارج. يستحوذ السردين المعلب على 53% من إجمالي هذه الصادرات.
إلى جانب السردين يُمثِّل الأخطبوط المُجمد والحَبَّار بالإضافة إلى مسحوق السمك مُعظم بقية المأكولات البحرية التي تبلغ قيمتها مجتمعة نحو ثلاثة مليارات دولار. كما تُعتبَر المملكة المغربية أكبر سوق للأسماك في إفريقيا وجاءت أيضا في المركز الأول على مستوى الدول العربية وفي المرتبة الثالثةَ عشر في الإنتاج الإجمالي للأسماك في العالم. تُقدَّرُ عدد الوظائف المباشرة وغير المباشرة المتعلقة بالأسماك بأربعمائة ألف بما فيهم الصيادون .
في عام 2015 وصل إنتاج المغرب من الأسماك مليون وأربعمائة وثلاثون ألف طن، ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى مليون وسبعمائة ألف طن في عام ألفين وثلاثين . ويُعْتبَر المغرب بالإضافة إلى الصين المُصَدِّران الرئيسيان للأخطبوط. وتمتلك الصين ثروة سمكية هائلة تتصدر بها العالم حيث يصل إنتاجها السنوي من السمك إلى أكثر من خمسة عشر مليون طن.
بدأ تعليب السردين في المغرب مع بداية القرن العشرين واستغل الإستعمار الفرنسي هذه الثروة من أجل أن يوفر الغذاء لجُنوده . على طول الساحل الذي يبلغ ثلاثة ألاف وخمسمائة كيلومتر يُنتج المغرب نصف أنواع السردين المعلب المتوفر في محلات السوبر ماركت في جميع أنحاء العالم حيث يقوم المغرب بتصدير تسعون في المائة من السردين المُنتج إلى أكثر من سبعين دولة حول العالم. يذهب معظمها إلى فرنسا والمملكة المتحدة.
أما أمريكا فهي المستورد الرئيسي للأنشوبة المغربية نصفَ المعلبة ويأتي المغرب في المركز الثالث عالميا لأكثر الدول تصديرا لهذا النوع. يعمل في قطاع التعليب بما يَقْرُبُ من خمسين شركة مغربية وعالمية تتمركز جميعها على الساحل المغربي. ويمارس الصيد التقليدي من أكثر من مائة وخمسون موقِعًا تقريبًا على طول هذا الساحل وما يُمَيِزُ المغرب عن غيره من بلدان العالم هو أنه واحد من ضمن أربع مناطق في العالم تحدث فيها ظاهرة الأبُولين وهي تيار مائي شمالي بارد. تسمح هذه التيارات في تجمع كميات كبيرة من سمك السردين و السمك السطحي. وبالرغم من اعتبار هذه التيارات من أهم مصادر الثروة السمكية في العالم لكنها تؤثر على المناخ بشكل كبير حيث تمنع تشكل الأمطار مما يتسبب تصحر السواحل الأطلسية.
يُعتبَر السردين المغربي من أفضل أنواع السمك في العالم، حيث ينتمي إلى السمك الأوروبي الذي يُعرف بإسم البيلشاردوس وذلك لناحية القيمة الغذائية التي يُوفِّرُها والتي غالبا ما يكون متوازنا. يتوفر في المغرب مخزون كبير من هذه الأسماك وتعتمد الدولة على نظامٍ مدروس في الصيد للمحافظة على حجم هذه الثروة الهائلة،
تعليقات
إرسال تعليق