قصة المرأة من أصول مغربية حكمت بريطانيا

قصة المرأة من أصول مغربية حكمت بريطانيا
قصة المرأة من أصول مغربية حكمت بريطانيا

 


وُلِدَت صوفيا شارلوت في التاسع عشر من مايو عام 1744 كانت الابنة الصغرى لمِيكْلِيمْبُورك تْشَالز فرِيدْرِك والتي تقع شمال ألمانيا تلقت شارلوت في طفولتها تعليما متواضعا كان عبارة عن بعض الدروس الأولية في عِلم النبات والتاريخ الطبيعي. لكن تعليمها ترَكَّزَ بشكل كبير على إدارة الأسرة والدِّين ولم تكتسب خبرة في الواجبات الأميرية وحياة البَلاَط.


وبعد تولي شَقِيقِها عرش الدَوْقِية على الجانب الآخر في بريطانيا إعتلى جورج الثالث عشر العرش البريطاني. وبدأ يبحث عن زوجة لا تهتم بالسياسة وبعيدة عن الاحزاب فكانت شارلوت الزوجة المثالية التي توَفَّر فيها جميعَ ما يريد .  في عام الف وسبعمائة وواحد وستين تزوج الطرفان واستمر زواجِهما سبعة وخمسين عاما وانجبت خمسة عشر طفلا. ثلاثة عشر منهم بَقُوا على قيد الحياة حتى سنِّ الرشد. إثنان منهما أصبح فيما بعد ملوكا على بريطانيا وهما جورج الرابع ووِيليَام الرابع.


عاش الزوجان في قصر سانْ جِيمس والذي أصبح مقَرِّهِمَا الرئيسي. وفيما بعد إشترى الملك عقارا أكثر خصوصية وهو بَاكِينغْهَام هَاوْس.

إنتقل الزوجان للعيش هناك. فأعَجَبَ شارلوت وقضت فيه وقتا طويلا. لدرجة أنها أنجبت أربعة عشر من أطفالها فيه. وبات يُعرَف بإسم بيت الملِكةكما ان الملك وجد فيهم مكانا للراحة مع عائلته


خلال سنوات شارلوت الاولى في بريطانيا العظمى كانت العلاقة متوترة جدا مع حَماتها الأميرة أوكوستا. فقد تدخَّلت الأميرة الأرملة في مهام وواجبات شارلوت وأشرفت على تعيين الموظفين الذين رافقوا شارلوت من أجل تقديم تقارير لحَمَاتها.. كان لشارلوت بعض التأثير على الشؤون السياسية من خلال التأثير على الملك بشكل سري وانْصَبَّ اهتمام شارلوت بشكل خاص بالقضايا الالمانية وكانت على علاقة وثيقة مع ملكة فرنسا ماري انْطْوَانيت. لكنهما لم يلتقيا سويَّا واقتصرت صداقتهما على المراسلات فقط.


كما تشارَكَتَا في العديد من الاهتمامات مثل حبهما للموسيقى والفنون. فقد كانت شارلوت والملك جورج من خبراء الموسيقى وخاصة الألمانية منها. وكَرَّموا بشكل خاص الفنانين والملحِّنين الألمان اهتمت الملكة شارلوت أيضا بالنباتات وظهرت اهتماما خاصا بحدائق كِيُو وسَعَت إلى جلب وتجميع أنواع جديدة من النباتات من جميع أنحاء العالم.


كما أظهرت اهتماما بالعمل الإنساني. ففي عام الف وثمانمائة وتسعة أسست دُورًا للأيتام وأصبحت مُمَوَّلة لمستشفى الملكة المختص بالأمهات والحوامل وكانت داعمةأيضا للمرأة وتمكينها في المجتمع من خلال متابعة تعليمها.


بعد مرض زوجها جورج الثالث وإصابته بمرض عقلي. نشب صراع بين الملكة شارلد والأمير ويلز حول حق الوصاية وبعد تأكيد اصابة الملك بمرض الجنون الدائم. نجح الأمير ويلز بأن يصبح الوصي على العرش. لكن شارلوت ظلَّت وصية زوجِها حتى وفاتِها في عام  1818 م ومن المستبعد أن يكون زوجها قد عَلِمَ بوفاتها فقد توفي هو الآخر بعد أربعة عشر شهرا وهو أعمى وأصم وأعرج ومجنون.


وصفها المؤرخ جون آتش بكونِها إمرأة واضحة وغير مرغوب فيها. اما طبيبها كريستيان ستوكمار وصفها بالملكة المسنة والصغيرة ومنذ زواج الأمير هاري انشغل الناس بالبحث عن اصول زوجته ماجا وما اذا كانت ميركل أول امرأة ثنائية العِرْق تدخل البيت الملكي البريطاني كزوجة. الإجابة قد نجدها عند مؤرخ الشتات الإفريقي ماريو ديفَالْدِس  والذي يعتَبر شارلود بكونها أول ملكة ثنائية العِرْق في انجلترا. يقول فالديس بأن ملامح شارلوت كانت افريقية بشكل واضح. وعلى الرغم من أصولها الالمانية الا انها كانت تنحدر من فرع من العائلة الملكية البرتغالية. وهي على صلة بامرأة برتغالية نبيلة عاشت في القرن الخامس عشر اسمها مارجريتا ديكاسترو ولِدى تتبع اسلاف مارغريتا وصل  المؤرخ الى أن الفونسو الثالث وعشيقته مَدْرَجَانا التي بحسب فالديس هي من قبيلة الموري المغربية. ومنها جاءت الاصول الافريقية للملكة شارلوت.


ويؤكد هذه النظرية باولو ريزوتي وهو خبير في تاريخ الملكية الاوروبية. حيث أوضح باولو ان عشيقة الفونسو لم تكن سوداء. وانما كانت تمتلك بشرة فاتحة. وهي عربية من شمال افريقيا وتشبه بَشَرَةَ نساء المغرب ليَتَّفِقَ المؤرخون على أن شارلوت إمرأة من أصولٍ مَغْرِبِية 



تعليقات