المغرب يدخل مجال صناعة القطارات فائقة السرعة والصين وألمانيا على الخط

وهاهو الآن أعينه  على قطاع صناعة القطارات، فصناعة القطارات بالمغْرِب تنتظر مستقبلا زاهرا بايادٍ عربية خالصة فكيف ستنجح المملكة المغربية في تصدر هذه الصناعة وإلى اي حد سيتميز المَغارِبة في هذا المجال هذا ما سنكتشفه في هذ المقال.

صناعة القطارات واحدة من القطاعات المتطورة والمتجددة وذات التكلفة العالية جدا. لكنها تمثل ايضا قطاعا حيويا لأي دولة كانت  خصوصا وأن مكاسبها المادية طائلة

ويرجح ان هذا ما جعل المملكة المغربية تهتم اكثر بدخول هذا السباق. خاصة بعد النجاح والتفوق المذهل سواء اقليميًّا او قاريًّا على مستوى صناعات النقل وبما ان المغرب سبق واثبت أنه الأول إفريقيًّا في صناعة السيارات والطائرات بعدما بصم عليها بالجودة العالية والقدرة على المنافسة العالمية ضمن ديناميكية مبدعة حاليا قررت الحكومة المغربية بالفعل دخول عالم صناعة القطارات معتمدين في ذلك على الصين وألمانيا ابرز شركائهم المستجدين. بالاضافة طبعا للعملاق الفرنسي والشريك الاستراتيجي شركة ألستوم.

إذ تخطط الدولة المغربية إلى  تشييد وحدة صناعية مختصة في كل ما يتعلق بالسكك الحديدية والقطارات الكهربائية  في إطار  2025 و 2030 ورغبتها في تمديد خطوط القطارات فائقة السرعة على امتداد طول البلد وكذالك خلق شبكة  ترامواي بجانب تطوير منظومة السكك الحديدية ما سيُمكِّن الحكومة المغربية  من تجهيز بنية تحتية قوية ومناسبة بحيث  تُسَهِل عليها فيما بعد عملية الربط الاقتصادي مع دولِ غرب  إفريقيا

حيث يستهدف المغرب بلوغ نسبة 87%  من اجمالي تغطية شبكة القطارات للبلاد  وهو ما يفسر كذلك تعَهُدِه بشراء بين 50 و 80  عربة قطار بدايةً من عام 2020  وحتى  2030  بيدِ ان المثير للاهتمام هو نية المغرب في انتاجها محليا بالكامل في المصنع المستقبلي للقطارات بالمغرب بتكلفة اجمالية تُقارب المليار دولار وفقا لسعر الصرف الحالي، كون المراد من المخطط الحالي للحكومة المغربية هو رفع نسبة الإدماج قدرَ المستطاع في أُفق سنة ألفين 2030 .

أي ببساطة ستكون القطارات من صنع مغربي بنسبة تصل 80% ما يوضح العهد الجديد المرتقب للصناعة المغربية الموجهة للتصدير عالميا خاصة الى الاسواق الاوروبية والافريقيَّة في ظل الموقع الجغرافي الاستراتيجي للمغرب وهو ما يقودنا بالتبَعية الى النتيجة المتوقعة وهي زيادة النمو الإقتصادي والريادة الافريقية. 

قطار البراق ما هو إلا البداية  وكما ذكرنا سابقا  مخطط المغاربة لدخول نادي الدول المصنعة للقطارات فائقة السرعة لم يأت من فراغ والشاهد على  إنجازهم البارز كان  في عام  2018 بإسم البُراق بتكلفة اجمالية ناهزت 2,5 مليار دولار وبسرعة قصوى تصل لحد 357 كيلو متر في الساعة اكتسب لقب اسرع قطار في كل القارة السمراء وثامن اسرع قطار بالعالم.

 ولمن لا يعلم فهو نتاج مشروع مشترك بين المملكة المغربية وفرنسا من خلال شركة الستوم الفرنسية المتخصصة في مجال المواصلات والطاقة باشراف من المدير العام لفرعها بالمغرب منذ اواخر 2005 التونسي ابراهيم صوة ما حدا بالنهاية الى ان يكون هذا المشروع الضخم البُراق الذي شهد في يوم تدشينه حضور العاهل المغربي الملك محمد السادس.

ويعتبر هذا المشروع من ابرز الإستثمارات العشرة الاخيرة التي دشنها المكتب الوطني للسكك الحديدية. كيف لا وقد تخطى عدد المسافرين الذين تنقلوا عبر البراق منذ انطلاقه حاجز أحد عشر مليون مسافر ما مكن المسؤولين من تحقيق ارباح سنوية قدرت بحوالي 275,2 مليون دولار،  كما وقد اشادت تقارير الخبراء بالمنفعة البيئية التي ساهم بها قطار البراق. اذ انه ساهم في تجنب مائتين وعشرة الاف طن في السنة من غاز الكربون الملوث الهواء.