السيدة الحرة ...أول إمرأة تعتلي عرش المغرب

السيدة الحرة ...أول إمرأة تعتلي عرش المغرب
السيدة الحرة ...أول إمرأة تعتلي عرش المغرب


 من أهم الشخصيات النسائية في المغرب العربي سيدة استثنائية وسابقة لعصرها، حكمت في زمن كان الحكم فيه حكرا على الرجال، أجلها المسلمون، فسموها أميرة الجهاد البحري في المغرب، وهابها الإسبان والبرتغاليون، فأطلقوا عليها ملكة القراصنة.


رفضت أن تستند إلى رجل، وفضلت أن تكون هي نفسها رجلا. فمن هي هذه الأندلسية التي حكمت المغرب 30 عاما؟ ولماذا غيبها المؤرخون العرب والأجانب؟ إليكم القصة .!


ولدت السيدة الحرة عام 1485 تزامنا مع تساقط ممالك الأندلس، وهي ابنة الأمير مولاي علي بن موسى بن رشيد العلمي، واسمها الحقيقي غير معروف على وجه التحديد، حيث يقول بعض المؤرخين إن اسمها الحقيقي هو الحرة، بينما يقول آخرون أن اسمها عائشة، والسيدة الحرة ما هو إلا لقب.

 كانت النساء المسلمات تكن به في ذاك الحين. عام 1492، قبيل سقوط مملكة غرناطة، فرت عائلة السيدة الحرة إلى المغرب، فأسس والدها مدينة شفشاون وأصبح أميرا عليها وتلقت الحرة تعليما من الدرجة الأولى حيث كانت تتحدث العديد من اللغات بينها الإسبانية والبرتغالية. كما برعت في اللاهوت والرياضيات عام 1501. تزوجت المنظري مؤسس مدينة تطوان وحاكمها وقائد غرناطي سابق، حيث كان الهدف من هذا الزواج تقوية التحالف بين إمارة شفشاون وتطوان. 

 بزواج سيدة الحرة من المنظري، وتنصيب أخيها وزيرا لفاس، تعززت مكانة أسرتهما في المغرب، وهو ما كان يخطط لها والدها، ولشدة ذكائها وحكمتها لم تكن السيدة الحرة زوجة لحاكم تطوان فحسب، بل أصبحت تشاطره الحكم وتنوب عنه في غيابه، وتبث في الكثير من القضايا حتى في حضوره لتكتسب خبرة وحنكة سياسية. أضافتهما إلى حكمتها، وحسن تدبيرها، ما جعلها خير خلف لزوجها بعد وفاته. في نظر التطوانيين. 

بعد تسلمها حكم تطوان عام 1510، كان للسيدة الحرة دور شديد الأهمية في المنطقة، حيث نجحت في توطيد حكمها وأوصلت المدينة إلى مستوى غير مسبوق من الرخاء إضافة إلى تأمينها عسكريا. وفي تلك الفترة كانت الأندلس قد سقطت بيد الإسبان والساحل المغربي. احتله البرتغاليون، فأصبح حلم السيدة الحرة. تحرير الأندلس والعودة إليها لتشكل جيشا للجهاد البحري، وتتصدى لهجمات الإسباني والبرتغاليين على سواحل المتوسط، إضافة إلى أنها شكلت رقما صعبا في معادلة القراصنة، ما أكسبها أموالا كثيرة استغلتها في تقوية جيشها وتدعيم مكانتها في تطوان، فأطلق عليها المسلمون لقب أميرة الجهاد البحري في المغرب. ولقبها البرتغاليون والإسبان بملكة القراصنة.

بعد ظهور الدولة السعودية في المغرب، كان لا بد من تقوية نفوذ الوطاسيين، ما دفع الملك الغطاسي أحمد لأن يطلب الزواج من السيدة الحرة التي فرضت سلطتها عليه منذ البداية، حيث اشترطت أن يترك عاصمته فاس وينتقل إليها في تطوان ليكملا مراسم الزواج. وبالفعل استجاب لشرطها وكان ذلك حدثا استثنائيا في تاريخ المغرب كله حتى اليوم. حيث لم يسبق لملك قبله أو بعده أن تزوج خارج عاصمته، وكانت تريد من ذلك إيصال رسالة لزوجها، وللتطوانيين معا، بأن زواجها الجديد لا يعني تنازلها عن عرش تطوان وقد تركها أحمد في تطوان بعد أن تمم إجراءات الزواج وعاد إلى عاصمته. 


بإختصار لم يعجب عائلة زوجها السابق ان تتزوج زوجة ابنهم الأولى برجل آخر ونبقى على كرسي حكمه ما جعلهم يتآمرون عليها ويغذرون بها بقيادة أبن زوجها السابق وحفيده اللذي تحالفا مع بعد الفصائل المعادية ، لينظموا معا إنقلابا معا بالإطاحة بالسيدة الحرة عام 1542 ميلادية حيث استولي الحفيد محمد الحسن على أملاك الحاكمة وعن كرسي الحكم معلنا إنفصاله عن فاس.

أما السيدة الحرة فقد عادت إلى شفشاون حيث قدت ما تبقى من حياتها بالقرب من أخيها لتغاذر الدنيا في العام نفسه ودفنت في رياض الزاوية الريسونية.

تعليقات