مقرئ عربي قبل يده اكثر من 100 ألف مغربي وطلب منه محمد الخامس السكن في القصر ورفض
أبكى العالم الإسلامي بصوته العذب في تلاوة القرآن وابتعد عن التشدد والتطرف وعرف بالوسطية والاعتدال، لم يخجل يوما بالإفصاح عن حبه الاستماع لغناء أم كلثوم وعبد الوهاب
مصري، لا يخلو بيت في المحروسة من أشرطة تلاوته قبل يده 100,000 مغربي، ورفض عرض الملك محمد الخامس. في قصره زار القدس برفقة أنور السادات، ولطالما عبر عن ولعه الشديد بالمملكة العربية السعودية. نحن نتحدث هنا عن صاحب الحنجرة الذهبية، وصوت السماء، وصوت مكة الشيخ الراحل عبد الباسط عبد الصمد.
فقد عرفت شعوب المغرب العربي بإعطاء مكانة كبيرة لمقرئي القرآن الكريم وكان أحد هؤلاء الشيخ عبد الباسط عبد الصمد. ولم يقتصر الأمر على الشعب المغربي فقط بل جمعت الشيخ الراحل علاقة فريدة بالملك المغربي محمد الخامس الذي كان معجبا بصوت عبد الباسط الشجي وعذوبة طبقاته الصوتية لدرجة أنه كان في كل زيارة لمصر يتعمد تأدية صلاة الجماعة معه.
في مسجد السيدة نفيسة بالقاهرة، وأغدق عليه بالعطايا والهدايا، ولم يتوقف الأمر هنا، بل عرض الملك الراحل على الشيخ أن يذهب معه إلى المغرب ويقيما في قصره، وعلى نفقته إقامة دائمة بصفته المقرئة الخاصة بالملك، لكن الشيخ رفض بلطف قائلا إقامتي بالمغرب ليست بالأمر الهين علي، فهذه مصر بلدي.
وأهلها، أهلي الذين نشأت بينهم، ولا أستطيع أن أفارقهم، وقد انتشر العرض كالنار في الهشيم في المشرق العربي، وتفاجأ الجميع بشجاعة الشيخ وحكمته في رفض عرض سخي كهذا، وأيضا في إحدى القصص المشهورة عنه روى الصحفي محمود السعدني موقفا عجيبا حدث معه خلال تواجده في إحدى المساجد المغربية مع الملك محمد الخامس.
إذ طلب منه تلاوة قبس من القرآن الكريم، وما أن انتهى من التلاوة، حتى هب المصلون الذين تأثروا بصوته العذب ليصرخوا بصوت واحد الله تعبيرا عن إعجابهم بتلاوته. ويروي الصحفي الذي أكد أنه كان أحد المرافقين للشيخ في زيارته تلك، أنه بعد انتهاء التلاوة وإقامة الصلاة قبل التوجه إلى المكان الذي ينتظره الملك فيه،
مر المصلون في المسجد والبالغ عددهم آنذاك 100,000 مصل تقريبا، وفق قوله مروا جميعا من جانب الشيخ، وقبلوا يديه، واستمرت العلاقة الجيدة بين الملك والشيخ حتى وفاة الملك المفاجئة عام 1961، حيث كان صوت صديقه الشيخ أول الأصوات التي تلت القرآن الكريم في عزائه.
صوت السماء اسمه الكامل عبد الباسط محمد عبد الصمد سليم داوود ولد في 1-1-1927م بالصعيد المصري منذ صغره تأثر بصوته الشيخ محمد رفعت وحين أتم العاشرة من عمره كان قد حفظ القرآن الكريم كاملا ليتقن بعده علم القراءات إتقانا كاملا عام 1950 دعي إلى القاهرة. للمشاركة في إحياء مولد السيدة زينب ثم انتقل بعد ذلك كليا إلى القاهرة، وانضم إلى قراء الإذاعة المصرية، وفي حياته زار مدنا كثيرة حول العالم، وتقلد أوسمة من رؤساء وملوك كثيرين، ووصل صوته لأقصى بقاع الأرض، حيث كان يتوافد مئات الآلاف للاستماع إليه أينما حل، خاصة في الهند وباكستان، حتى شكل مدرسة أساسية في قراءة القرآن.
تعليقات
إرسال تعليق