لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين
عنوان هذا المقال هو حديث صحيح مروي عن البخاري ومسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وضعته هنا كعنوان فقط لأذكر به المغاربة، أن بلدهم المغرب لما استقل : آوى كل الجزائريين الذين قدموا إليه فقراء، مشردين ، محتاجين، فروا إليه من جبروت المستعمر الفرنسي، استقبلهم أجدادنا، وأكرموا وفادتهم بأن اقتسموا معهم لقمة عيشهم ، مأكلهم، وملبسهم ، غذاءهم، و مسكنهم ،
ثم دعموا بالمال والسلاح والرجال مقاومتهم إلى أن فتح الله عليهم واستقلوا، وأصبحوا أسيادا في بلادهم ، وهذا بشهادة التاريخ، وشهادة حتى رجالهم ، لكن بعدما استقلت الجزائر الشقيقة أنذاك لم تنتظر كثيرا لرد الجميل للمغرب بأن استعانت بكل قوى العالم، مستعملة رشى أموال البيترول والغاز الذي تركته فرنسا بين يديها ، استعانت بهم لتسرق من المغرب صحراءه الشرقية ظلما وعدوانا، بدعوى ماذا ؟
بدعوى كلمة ما أنزل الله بها من سلطان، وهي أنها ورثتها عن الإستعمار الفرنسي ولا يمكن لها أن تفرط فيها ...ولم تقف عدوانية الجزائر على المغرب عند هذا الحد فقط بل تمادت لتحاول بكل جهدها سرقة حتى صحرائه الغربية التي اضطر الإستعمار الإسباني أن يسلمها للمغرب باتفاقية مدريد ، نتيجة مقاومة طويلة ، اختتمها المغاربة بمسيرة خضراء للصحراء لكن الجزائر رفضت ذلك وتنكرت لقاعدة الحدود الموروثة عن الإستعمار التي بررت بها سرقة صحراء المغرب الشرقية وأصبحت تتبنى مبدأ تقرير مصير شعب البوليزاريو لتسرق بواسطته صحراء المغرب الغربية.
ولما رأت المغرب يدخلها ويبسط عليها سيادته ، لم تتوانى في أن تنتقم و تطرد يوم عيد أضحى، كل المغاربة الذين كانوا مستقرين عندها واغلبهم كانوا من اسر المجاهدين الذي قاتلوا فرنسا دفاعا عن الجزائر، وكانوا يعيشون عندها بعد أن تزوجوا من جزائريين ، وجزائريات، وأسسوا اسرا هناك ، وأقاموا آمنين مطمئنين إلى أن بطشت بهم يد الغدر والمكر ، وسلبتهم كل أموالهم وممتلكاتهم، وشردت أسرهم ورمتهم رمية الكلاب حفاة عراة على حدودها مع المغرب، وكان كل ذنبهم الذي عوقبوا عليه أن بلدهم الأصلي المغرب استرجع أرضه جنوبا من الإستعمار الإسباني،
لكن يبدوا أن دعوات هؤلاء المظلومين لم تكن بينها وبين الله حجاب .إذ لم تمر أكثر من تلاث سنوات بعد هذا الظلم العظيم .
حتى أرانا الله عز وجل آيته في الظالم بوخروبة، و أخذه أخذ عزيز مقتدر وقطع دابره من الدنيا بعد عذاب أليم عاشه وهو يعاني من مرض ألم به احتار اطباء العالم في تشخيصه ، و لم يعرف سببه حتى الآن ومات وهو في سنه الستة والأربعين ليلقى حسابه عند الله كل هذا حدث ، ولم يتعظ ورثة عرشه من عسكر فرنسا الذين تولوا بعده ، إذ اختاروا السير على نهجه، وإيذاء جارهم المغرب ما استطاعوا لذلك سبيلا لكن هيهات ، إن ينصركم الله فلا غالب لكم .ويبدو أن إرادة الله عز وجل اقتضت نصرة المغرب وهاهو مغرب اليوم نراه يمشي بخطى تابثة، حتيتة ، نحو تحقيق النجاح في كل مناحي الحياة اللهم لا حسد اقتصاد متنوع صناعة فلاحة سياحة تصدير ثروات سمكية ثروات معدنية منتوجات فلاحية تحويلات مغاربة العالم ....
ولم يبقى أمام المغرب غير تحد واحد إن استطاع تحقيقه، فلن يستطيع بعد ذلك أي كان أن يوقف طموح مسيرته .
وهذا التحدي هو امتلاك مصادر الطاقة ليكمل بها دائرة ثورته الإقتصادية بتفوق ونجاح وهو ما لا يزال يشتغل عليه لحد الآن ، ويعمل الكثير، من أجل تحقيقه وسيصل إن شاء الله إلى مبتغاه قريبا سيصل لأن المغرب جاد في عمله ، و لم يرضى أن يترك مستقبله رهينة للصدفة والحظ ، فانظروا ماذا فعل هذا المغرب العظيم الذي أحبه و أحترمه ، وأحمد الله كثيرا أن انعم علي وشرفني بأن جعلني واحدا من أبنائه ،
قلت انظروا ماذا فعل المغرب : الكل يعلم أن الطاقة هي نبض الحياة الإقتصادية : ومصادرها الأكثر استعمالا إثنان لا ثالث لهما : مصادر أحفورية غير نظيفة : غاز ، وبيترول، وفحم ...
ومصادر نظيفة خضراء : طاقة شمسية ، ريحية ، وهدروجين أخضر
وبما أن المغرب ليست له لحد الساعة الإمكانيات المادية الكبيرة ليرصدها للتنقيب عن الأحفورية منها في كل ارجاء جغرافية المغرب اعتبر نفسه فقيرا بخصوصها، واكتفى بمنح الرخص للشركات التي ترغب في المغامرة بأموالها ، والبحث والتنقيب عنها بترابه أما أمواله هو، فاستثمرها في إنتاج الطاقات المتجددة المضمونة النتائج : الطاقة الريحية، والطاقة الشمسية ..وإنتاج الهدروجين الأخضر .، ..مستغلا .في ذلك سياسة الأمم المتحدة ...والدول المصنعة الكبرى التي تشجع وتدعم الإستثمار فيها بمنح قروض تشجيعية، لكل مستثمر في إنتاجها، وكذلك برفع الرسوم الجمركية عن إستيرادها، واستيراد ما ينتج بواسطتها ....كما أن المغرب لم يكتفي بذلك ، بل فتح المجال أيضا للشركات العالمية للدخول للإستثمار في إنتاجها بترابه ، مستغلة قرب المغرب من سوق الطاقة الأوربي الكبير والكثير الطلب عليها .. ليدخل بذلك المغرب التاريخ من بابه الواسع ، ويصبح من الدول الرائدة عالميا في احتظان مشاريع الطاقات المتجددة ...لكن كل هذا لم يجعل المغرب يستسلم و ينصرف عن سعيه وراء إمتلاك مصادر الطاقة الأحفورية ..
فهو كما سبق أن أسلفت، بالإضافة إلى منحه تراخيص للشركات العالمية للإستثمار بهذا المجال .. اقنع نيجيريا التي تحتوي على أكبر احتاياط غاز بإفريقيا أقنعها هي وإحدى عشر دولة إفريقية أخرى ، بالعمل على تمرير أنبوب ينقل غاز نيجيريا عبر تراب إل 13 عشر دولة بما فيها المغرب. إلى إسبانيا ، وسيستفيد المغرب نظير ذلك بنصيب مهم من الغاز. يحقق له ما يفوق اكتفاءه الطاقي من هذه المادة الحيوية....، وسيصبح دولة تصدر الفائض عن حاجتها من الطاقة النظيفة والأحفورية إلى أوربا ، و يصبح المغرب بذلك دولة أخرى تتسلق مراتب أعلى. و لا علاقة لها ، لا من قريب ولا من بعيد بالدولة التي هي الآن، وستتوقف عن دفع الاموال الطائلة لجلب مصادر الطاقة بأنواعها، لكن الشيء الأكيد الذي أريد أن أحث عليه المغاربة، بعد أن يحقق الله مبتغاهم و أملهم في أن يعيشوا مستقبلهم أفضل من حاضرهم ...ليغنموا وينعموا بمغرب جديد أحثهم على أن لا ينسوا أبدا أن الجزائر تنكرت لمعروفهم .. وسلبتهم رزقهم ... وقتلت وأسرت ويتمت ابناءهم ..ولم ترحمهم أيام شدتهم .
أغلقت عنهم الحدود والأجواء، وقطعت أنبوب غازها المار فوق أراضي المغرب، رغم حاجتها هي الأخرى إليه ، فعلت ذلك فقط لكي تضر عدوها المغرب وتحرمه من رسوم مروره ...في الوقت الذي نراها تهدي غازها وأمواله، مجانا لمن هب ودب من الإسبان والإطاليين ...وغيرهم ممن عنده الإستعداد ليقول لها أن الصحراء الغربية ليست مغربية ، ويظهر لها موقفا مناويء للمغرب، تذكروا جيدا يا مغاربة أنه والله لو كان الأكسجين الذي تستنشقوه بيدها لقطعته عنكم ، وأماتتكم دون رحمة أو شفقة ...لا تنسوا كل هذا ...فإذا ابتسمت لكم الحياة مستقبلا وهو ما سيكون إن شاء الله فلا يغرنكم .تملقها ونفاقها لكم إن كانت لها حاجة عندكم .عاملوها بالمثل ، ولا تمدوا يدكم لها حتى وأنتم ترونها تغرق
ولتذهب للجحيم بعيدا عنكم ...لا تنسوا أبدا .. أنه سبق لها أن لدغتكم مرات وسرقت أرضكم .فعلوا حديث رسولكم الكريم (ص)، ولا تعرضوا أنفسكم للدغ مرات أخرى إن كنتم فعلا مومنين
تعليقات
إرسال تعليق