ملعب مراكش ينتصر للمعمار المغربي الأصيل ويحل المشكلة العويصة في المدرجات
إستعدادا لكأس إفريقيا 2025 /20260 الذي سينظم في المغرب وكأس العالم 2030 الذي سينظم بين كل من المغرب وإسبانيا والبرتغال كشر ملعب مراكش عن بعض من أنيابه وأظهرت كثير من أسراره في التصميم الرسمي المعلن عنه في دفتر الترشح لمونديال 2030، وهو التصميم الوحيد تقريبا الذي احتفظ فيه الملعب ببنيته العامة
رغم التغييرات الجوهرية التي ستطال نسبة كبيرة من شكله الداخلي، وبنية مدرجاته في جهتها الأربعة، وهنا يبرز السؤال الذي دائما ما يتكرر بخصوص عملية تطوير الملاعب القائمة، وعدم بناء أخرى جديدة بدلا منها. وفي الحقيقة فإن مسألة بناء ملاعب جديدة ليست بالسهولة التي يعتقدها البعض، إذ ما الداعي لبناء ملعب جديد كليا في مدن تتوفر على ملاعب قائمة تحتل عشرات الهكتارات من الوعاء العقاري لتلك المدن؟
ولا يخفى على أحد ما لهذا المعطى من أهمية في تنفيذ الكثير من المشاريع المختلفة بالمغرب، إذ ليس من السهل توفير وعاء عقاري قد يصل إلى 100 هكتار، كما هو الشأن بملعب الحسن الثاني بابن سليمان، والذي تم ترحيله لمسافة 60 كم من الدار البيضاء إلى بن سليمان لهذا السبب ألا وهو عدم توفر الوعاء العقاري المناسب في محيط العاصمة الاقتصادية، إضافة إلى عامل مهم آخر الا وهو عامل التكلفة المالية لبناء ملعب جديد، والتي لا تتضمن الملعب فحسب بل جميع المرافق والبنيات التحتية المطلوبة، والتي قد تتجاوز تكلفتها تكلفة الملعب في حد ذاته، بينما عملية تطوير الملاعب القائمة، وإن كانت مكلفة، لكنها لن تبلغ في أسوأ الحالات، تكلفة بناء ملعب جديد، وبالأحرى تكلفة الملعب الجديد مع كل المرافق والبنيات التحتية المصاحبة. ودعوني هنا أطرح السؤال الذي يفرض نفسه بقوة، ما الداعي لبناء ملعب جديد في طنجة وأكادير وفاس ومراكش،
فما الجدوى الإقتصادية والرياضية من توفر هذه المدن على ملعبين كبيرين لكل منها، مع ما يعنيه ذلك من تكاليف مضاعفة في البناء والصيانة والتسيير دون أي قيمة مضافة على المستوى الرياضي؟ وبالتالي فتطوير الملاعب القائمة مع كل العيوب والمؤاخذات التي تسجل عليها هي الخيار الأفضل في ظل الوضع الاقتصادي لبلد محدود الموارد كالمغرب؟
القراءة الأولية العامة للتصميم المنشور لملعب مراكش، تفيد، وكما أشرنا إلى ذلك، في مقدمة الفيديو، إلى احتفاظ الملعب ببنيته الخارجية العامة، من خلال واجهته الرئيسية هذه، وشكل مداخل باقي الجهات الأخرى، والتي لن تختلف كثيرا عن شكلها الحالي، كما احتفظ الملعب بكامل السقف في شكله الراهن في الجوانب الأربعة، مع تغيير بسيط يتمثل في هذه الخطوط العرضية التي تنسجم مع تصميم السقف الإضافي، وكذلك الاحتفاظ بهذه الأبراج في الزوايا الأربع.
ستفقد دورها الوظيفي المتمثل في تثبيت معدات الإضاءة، ليقتصر دورها على الجانب الجمالي، مع تسجيل إضافة برجين جديدين وسط مدخل المدرج الشرقي. ملاحظة عامة أخرى، وهي استمرار اعتماد نمط الأشكال المربعة في تصميم مختلف مرافق وواجهات الملعب. نلاحظ ذلك إضافة إلى شكل الملعب العام.
وشكل هذه الأبراج نلاحظه في جميع المداخل والمنافذ والممرات والأسقف وحتى الأرضيات والساحات وغيرها، فالشكل المربع هو النمط الرئيسي.
فملعب مراكش كما يؤكد تصميم الرسمي، وكما تؤكده صور الأشغال الحالية لبعض المرافق بوضوح.
إلى داخل الملعب، وعكس ما ذكرناه بخصوص الشكل الخارجي، حمل التصميم الرسمي تغييرات كبيرة وجوهرية في البنية الداخلية لمدرجات ومرافق الملعب، حيث سيتم هدم جميع مدرجات الطابق السفلي في الجهات الأربع من أجل بناء أخرى جديدة بزوايا انحدار مختلف.
عن المدرجات الحالية، وهو الأمر الذي سيتطلب حفر أرضية الملعب كاملة، كما يؤكد دفتر الترشح الذي يقول بأن عملية التطوير ستشمل حفر أرضية الملعب بعمق 6 م، وإزالة مضمار العاب القوى، وقبل التفصيل في هذا المعطى دعونا نسلط الضوء على هذه الهياكل الخرسانية الجديدة ذات الشكل المربع، والتي سيتم بناؤها بمحاذاة الركن المبني في كل زاوية من الزوايا الأربع للملعب، وذلك من أجل وظيفتين هامتين جدا، الأولى تتمثل في منح
الكافي للمدرجات الشمالية والجنوبية من أجل بلوغ أقرب نقطة ممكنة من المستطيل الأخضر، والثانية وهي الأهم تحييد الحيز الواقع خارج مجال الرؤية الطبيعية من مدرجات الجهتين الشرقية والغربية. إذ وبعد أن يتم بناء هذا الهيكل الإسمنتي هنا لن تعود لهذه المدرجات المتطرفة أية وظيفة، مما يعني أنه سيتم حجبها بطريقة ما. كما سيكون لهذا العنصر الجديد دور رئيسي آخر ألا وهو حمل الهيكل الخاص بالجزء الإضافي من السقف الجديد.
كما يعلم الجميع في ملعب مراكش، هو أول ملعب كبير في المغرب يحمل شكلا مستطيلا، وهو أيضا أول ملعب شبه مغطى بشكل كامل في جهته الأربع، هذا الملعب الذي تم تدشينه سنة 2011 والذي احتضن عددا كبيرا من المباريات الدولية للمنتخب الوطني وللأندية المغربية والعالمية. في هذا الملعب لعب ريال مدريد وباير ميونيخ وباريس سان جيرمان وغيرها، وهذا المعطى لا ينفي أنه أحد أغرب الملاعب المغربية وربما العالمية. لماذا؟
ملعب مراكش تم بناؤه على شاكلة الملاعب الإنجليزية ذات الشكل المستطيل؟
المدرجات ذات العلو المنخفض عن مستوى أرضية الملعب، لكن مهندس هذا الملعب ابتكر فكرة عبقرية الملعب على غرار الملاعب المغربية الأخرى. يجب أن يكون أولمبيا وهو ما يعني وجود حلبة لألعاب القوى. إليكم.
هذه الأرقام أقرب نقطة من المدرجات إلى الملعب تبعد بحوالي 30 مترا. المدرجات الشمالية والجنوبية تبعد عن أقرب نقطة من أرضية الملعب بحوالي 40 مترا.
أقرب نقطة من المدرجات الجانبية للجهتين الشرقية والغربية تبعد بحوالي 50 مترا.
أبعد نقطة من المدرجات العلوية تبعد عن أقرب نقطة في أرضية الملعب ب80 مترا، واسمعوا لهذه المعلومة جيدا أبعد نقطة في المدرجات تبعد عن أبعد نقطة في أرضية الملعب بحوالي 200 م، نعم 200 م. هذه المسافة كافية لأن تختفي عنك ملامح لاعب سينفذ ركلة ركنية مثلا. هذه المسافة أيضا هي مبرر كافي لجلب منظار إلى الملعب لمشاهدة المباراة.
شكل الملعب المستطيل خلق تشوهات وعيوب فظيعة في المدرجات.
تخيل عزيزي المتابع أن ثلث المدرجات غير صالحة لمشاهدة المباريات، وقد تصاب بتشنج في العنق. إذا كنت جالسا لمدة 90 دقيقة لمشاهدة مباراة في كرة القدم. أضيف أمرا آخر قبل أن نتحدث عن الحلول الممكنة.
هذه الأبراج الإسمنتية الخاصة بتثبيت معدات الإنارة هي طريقة لا تتناسب أبدا مع قيمة الأحداث التي يقبل عليها المغرب، وهي لا تحمل أي رمزية تاريخية أو حضارية لها علاقة بالمغرب ولا بمراكش، بل هي فكرة تم استنساخها، كما سنذكر لاحقا، الكل يعلم بأن ملعب مراكش هو نسخة طبق الأصل لملعب إيطالي شهير، هو ملعب لويجي فراريس والذي يقع بمدينة جنوى الإيطالية. هذا الملعب رغم أنه شيد قبل أكثر من قرن من الزمان ويتسع حاليا ل36 ألفا.
100 متفرج، إلا أنه عرف تحديثات وتطويرات جعلته يبدو أفضل بكثير من ملعب مراكش الذي شيد قبل 12 عاما. فقط. هناك تشابه كبير في الهندسة الخارجية والشكل الداخلي للملعب، لكن وبسبب الحلبة المطاطية المشؤومة، تشعر بأنه لا علاقة للملعبين ببعضهما البعض.
سبب هذا التشابه يبدو غريبا. تم تكليف مهندس إيطالي اسمه فيتوريو فريجوتي بتصميم ملعب مراكش، فقام باستخدام نفس تصميم ملعب لويجي فراريس مع تعديل القياسات والأبعاد.
حسب مع متطلبات الملاعب الأولمبية، رحل فيتوريوس سنة 2020 بسبب وباء كورونا تاركا خلفه هذه المعلمة المشوهة التي تحتاج إلى تعديل وتغيير جذري خلال السنوات المقبلة، فهل هناك فرصة لإصلاح ما أفسده فيتوريو؟
لا شك في أن عملية تطوير ملعب مراكش قد تكون الأصعب والأعقد من بين جميع الملاعب المغربية، فالشكل الدائري أو البيضاوي يساعد كثيرا في التخلص من الحلبة المطاطية، وتقريب المدرجات من أرضية الملعب، عكس ملعب مراكش ذو الشكل المستطيل الذي يحد من فرص التوسيع وزيادة طابق آخر بعد حفر أرضية الملعب. لكننا في هذا الفيديو سنحاول استعراض فرص التطوير.
تعليقات
إرسال تعليق