المغرب يسيطر على سماء إفريقيا ويقتحم صناعة الهليكوبتر والطائرات المسيرة
لكن الآن أصبحت فئة من المروحيات العسكرية هدفهم الأول في هذه القائمة من المروحيات والطائرات بدون طيار والطائرات التجارية
في منافسة أخرى ليس فقط مع شمال أفريقيا بل مع القارة بأكملها، صناعة الطائرات العسكرية طموح مغربي سيشرق قريبا بمساعدة إسرائيل وأطراف أخرى من أجل تحويل المملكة إلى قوة إقليمية قارية تعادل هيبة نخبة الدول الأوروبية والأمريكية، كيف ستنجح المملكة المغربية في تحقيق هذا الهدف العالمي وإلى أي مدى سيتفوق المغاربة؟ هذا ما سنكتشفه في هذا المقال
الرباط لن تضطر لشراء معدات جاهزة بل ستعمل على تكييف هذه الطائرات حسب احتياجاتها لتكون قادرة على التكيف مع متطلبات الميدان، هذا ما قاله ضابط سابق في الدرك الملكي المغربي نقلا عن صحيفة لموند الفرنسية. وتمكن المغرب مؤخرا من دخول نادي مصانع الطائرات بدون طيار بعد إبرام صفقة استراتيجية مع إسرائيل، ثالث مصدر للأسلحة للمملكة بحصة 11% ما سيجعلها أول مصنع لهذا النوع من الطائرات في شمال إفريقيا والثاني في الشرق الأوسط.
علما أن هذه الصفقة سمحت أيضا للقوات المسلحة الملكية المغربية باقتناء مجموعة من هذه المروحيات الانتحارية القتالية التي تصنعها شركة الأسلحة بلو بيرد، وهي شركة تابعة لشركة الصناعات الجوية الفضائية ( AAI). وبذلك يكون الجيش الإسرائيلي أول جيش في القارة يدمج هذا النوع من الطائرات المقاتلة بدون طيار في ترسانته .
ومن المتوقع أيضًا أن تكون عونًا قويًا لهم نظرًا لقدراتها العسكرية المتفوقة حيث إنها مزودة على سبيل المثال بمستشعر حراري وعداد سرعة قصوى تصل إلى 250 كيلومترًا في الساعة، وهو ما يفسر لماذا تمكنت هذه الطائرة المسيرة المسماة SpyX من تدمير وتفجير مركبة المشاة المدرعة القتالية Rattle Avi لكن أيا كان الأمر فإن القادم أهم، حيث عقد المغرب اتفاقا مع إسرائيل بقيمة 500 مليون دولار خلال العام الماضي يهدف تزويده بمنظومة الدفاع الجوي والصاروخي Baraka Max. وهو ما يقودنا أيضا إلى التفاهم الذي تم بينهما والذي أدى إلى نقل التكنولوجيا الإسرائيلية إلى المملكة لغرض بناء مصنع على الأراضي المغربية لتصنيع الطائرات العسكرية المسيرة، والذي سيمثل نقلة كبيرة للقوات المغربية حيث لن يكون أقل تكلفة فحسب، بل سيساعدها أيضا في مهام الاستطلاع والاستخبارات مثل المعارك.
ومن المقرر أيضًا أن يتم إطلاق خط الإنتاج قريبًا وفقًا لرون نادر الرئيس التنفيذي لشركة Bluebird، الذي أكد اكتمال بناء الحكومة المغربية وتجهيز منشآت صناعية ستركز في البداية، وفقًا لصحيفة لوموند الفرنسية على Thunder Bee وWonder Bee وSpy Military Africa، وتشير إلى أنها تمتلك ما مجموعه 23 طائرة بدون طيار، مما يجعلها الثانية في إفريقيا خلف مصر من حيث التعداد السكاني.
المستوى التالي لم يعد خافيا على أحد تحول المغرب اليوم إلى قطب صناعي بتكاليف إنتاج منخفضة وجودة تصنيع عالية في نفس الوقت، وهو ما يفسر بشكل أو بآخر تحول المملكة إلى وجهة مفضلة للعلامات التجارية العالمية والدول المصنعة الأوروبية، حيث وقعت في ديسمبر الماضي وثيقة تعاون مع الشركة الأمريكية Pratt & Wente، المعروفة في مجال تصنيع محركات الطائرات المدنية والعسكرية حيث تعتزم إنشاء مصنع في المغرب بقيمة 715 مليون درهم مغربي لإنتاج أجزاء محركات الطائرات، مما سينتج عنه ما يصل إلى 250 منصب عمل للمغاربة في المستقبل، مع العلم أن منظومة الطيران المغربية، التي تزيد نسبة إدماجها المحلي عن 40٪، توفر حاليًا ما لا يقل عن 21 منصب عمل خاص في ظل العدد المرتفع لمعاملاتها التجارية. والتي تجاوزت ملياري دولار، لكن الأمر لم يتوقف عند هذه الشركة فقط، حيث أعلنت شركة "إيرباص هليكوبترز" الألمانية الفرنسية قبل أكثر من شهرين عن نيتها الصريحة افتتاح فرع جديد لها في المملكة المغربية سيكون بمثابة مركز إقليمي لتدريب الطيارين وصيانة مجموعة من طائرات الهليكوبتر من طراز A220 و A350، وهو ما سيعود بالنفع على قطاع الطيران المدني والعسكري المغربي في نفس الوقت، بحسب ما صرح به أيضا المدير العام لشركة إيرباص هليكوبترز في المغرب السيد مايكل بيرتراند.
وفي إطار استراتيجية الحكومة فقد قرر المسؤولون المغاربة إبرام شراكة رباعية مع الشركتين البلجيكيتين SABCA وSEBI Aerospace المتخصصتين في صيانة الطائرات وتصميم أجزائها وكذلك الشركة الأمريكية العملاقة Lockheed Marten التي تعتبر أكبر شركة للصناعات العسكرية في العالم من حيث الدخل، حيث تهدف السلطات إلى دعم القوات الجوية الملكية المغربية وتوفير وظائف عالية التقنية وحتى تلبية احتياجات الدول الإفريقية المجاورة للاستفادة منها ماليا وتعزيز نمو الاقتصاد الوطني، ثم في هذا الصدد علق عبد اللطيف لوديي الوزير المكلف بالدفاع الوطني المغربي قائلا: لقد بدأنا بالفعل في تصنيع الأسلحة والذخائر وتصنيع الطائرات بدون طيار القادرة على القيام بمهام الاستخبارات والاستطلاع والهجوم المسلح وصيانة الطائرات العسكرية.
وللاشارة أن المملكة المغربية تعمل منذ أكثر من أربع سنوات على رفع ميزانية دفاعها من أجل تعزيز مشترياتها من الأسلحة والذخائر والانتقال إلى مجال التصنيع العسكري المحلي في إطار طموحها الرامي إلى الانضمام إلى نادي الدول المصنعة للأسلحة بكافة أنواعها،
تعليقات
إرسال تعليق